أرجو أن يتسع صدرك لسماع مشكلتى , فأنا يا سيدتى امرأة متزوجة فى الثانية والأربعين من عمرى . نشأت فى أسرة مفككة بين أبوين منفصلين ولن أحكى لك عن حياتى التعسة مع زوجة أبى ولكن هذه الطفولة التعسة كان لها تأثير كبير على حياتى وشعورى الدائم بالحرمان العاطفى.
المهم اجتهدت فى دراستى وتخرجت من الجامعة وعملت وكان كلى أمل فى أن المستقبل سوف يحمل لى الدواء لكل جراحى وبعد عدة تجارب عاطفية فاشلة قررت أننى سوف اتزوج اول من سيطرق بابى للزواج ويكون هناك تكافؤ بيننا لأتخلص من حياتى مع زوجة أبى فتقدم لى شاب متدين وخام ليس له أى ارتباط سابق بأى فتاة مع أنه قد بلغ السادسة والثلاثين فى ذلك الوقت وقد فرحت كثيرا لذلك لأننى سأكون أول فتاه فى حياته وبعد الزواج اكتشفت انه غير قادر على إتمام العلاقة الزوجية وأنه لا يعرف كيف يتعامل مع النساء عامة وأنه امضى بداية شبابه وحتى الزواج فى ممارسة العادة السرية .
مرت شهور على هذا الحال وبعد الذهاب إلى الأطباء ,تحسنت الحالة بصعوبة حتى رزقنا الله بولد وبنت وبعدها لاحظت ان زوجى لايريد العلاقة الزوجية ويقول لى ان الهدف منها انجاب الاطفال فقط وانه اكتفى بالولد والبنت ولايريد أطفالاً آخرين وقد مرت عشر سنوات على هذه الحالة .
أشعر أننى أضع مشاعرى فى الثلاجة وأروض نفسى وأتجه إلى الله ليلهمنى الصبر على هذه الحياة الجافة والمشكلة ليست فقط من الناحية الفسيولوجية ولكننى مازلت اشعر بالحرمان العاطفى الذى كنت اشعر به وأنا طفلة كنت أتمنى أن أتزوج إنسان يحتوينى ويروى عطش السنين وليس انسان خامل لايهمه فى الحياة سوى الطعام ومشاهدة التليفزيون و فى نفس الوقت لا أريد الطلاق حتى لا أعرض أولادى لما تعرضت له وأنا صغيرة والشىء الذى زاد الطين بله أننى اكتشفت فى الفترة الأخيرة أن زوجى يشاهد المواقع الإباحية مما زاد قرفى منه فماذا كنت ستفعلى لو كنت مكانى ياسيدتى … لك تحياتى وشكرى .
نورا – مصر
لو كنت مكانك لحددت أولوياتي حسب قدرتي علي الاحتمال ، اسمعيني جيداً يا صديقتي
أنت زوجة وأم ، لك أولويات تحتارينها حسب ما تستطيعين لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها
ولا يحمل أحداً فوق طاقته ولا يجبر أي كائن من كان علي ادعاء التصوف والبطولة
فلا تجبري نفسك علي تحمل مالا قدرة ولا طاقة لك عليه
أنت أم نعم هذه حقيقة تحبين أطفالك ولا تتمني لهم أن يلقوا مصيراً لقيته طفلة وعانيت وإلي الآن تعانين وتسيطر عليك عقدة الطفولة البائسة المحرومة
أنت لك احتياجات نعم لكن عاطفة الأمومة تتغلب عليك ، زوجك صار الآن قدرك بكل ما تنعتينه من صفات سيئة من كسل وفتور وبرود عاطفي وإلي آخره
لكن في كل الأحوال أنت مطالبة بالتحلي بالحكمة والهدوء قبل اتخاذ أي قرار
فاطلبي من زوجك أن يعرض نفسه علي طبيب ، وحوالي أن تجددي في علاقتك به وتقتربي منه وتتواصلين معه فربما حالة البعد بينكما والجفاء المستمر قد أصابه بالبرود تجاهك
جربي كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة لإصلاح ذات البين مع زوجك
لا تستلمي لحالة الفتور التي تحكمك الآن فعشر سنوات من الجفاء طويلة وكافية بأن تخلق بينكما حاجز حديدي رهيب
فكري في كسر هذا الحاجز باحتواء زوجك والإغداق عليه من حنانك وعطفك ، ثم راقبي النتيجة ورد الفعل
فإن تحسنت الحالة بينكما وعادت المياه إلي مجاريها وزال الجمود والجفاء فقد وفقت بفضل الله في استعادة زوجك وربحت السعادة
وإن لم تجدي أي رد فعل لكل محاولاتك فوقتها فقط تقررين علام تستقر الأمور ،
وقتها عليك أن تقرري بقناعة تامة ما الذي سوف تفعلينه
فسواء قررت الانفصال عنه وتحمل تبعات هذا القرار ستفعلين ذلك عن اقتناع تام بأنك بذلت كل ما تستطيعين في سبيل الإبقاء عليه .
وقد تقررين وباقتناع تام أيضاً أن تكملي الحياة معه وأن تغضي الطرف عن احتياجاتك ومتطلباتك ، أنا لا أنصحك باتخاذ أي قرارالآن مالم تستنفذي كل ما في وسعك لإصلاح الأحوال أقول لك ذلك لأنك لا تميلين لطلب الطلاق فطالما أن الطلاق هو آخر الحلول فافعلي كل ما باستطاعتك لتحسني فقط معني الحياة بينك وبين زوجك ولتشعري فقط بشيء من الرضا وقليل من السعادة .. فليس كل ما يتمناه المرء يدركه والحياة تستمر وتمضي بالجميع سعداء كانوا أو تعساء ، ونهر الحياة لا يتوقف عن الجريان ويسير في طريقه ، فلا تضيفي لنفسك عبء فوق الأعباء التي تعانيها واجلبي لنفسك القليل من السعادة بأي طريقة مشروعة .